حمره عباس
السيرة الذاتية:ولدت حمره عباس في الكويت، وهي تقيم في لاهور. وقد حصلت على البكالوريوس في الفنون الجميلة وعلى الماجستير في الفنون البصرية من الكلية الوطنية للفنون في لاهور، قبل أن تلتحق بجامعة برلين للفنون، حيث حصلت على لقب "مايسترشولر"(طالبة الماجستير المتفوّقة). تأثرت ممارستها الفنية متعددة التخصصات بشكل عميق بالمدن المختلفة التي عاشت فيها، ولا سيما برلين وبوسطن. ومع ذلك، في عام 2015، وعند عودتها إلى باكستان، شهدت مسيرتها الفنية تحولاً جوهريًا؛ حيث انتقلت ممارستها من المرحلة الانتقالية السابقة إلى مرحلة إنتاج الأعمال الفنية بشكل أكثر استمرارية، وهو ما مكّنها من تعزيز ارتباطها بوطنها الأم، وقد استلهمت حمره عباس فكرة دمج تقنيات ترصيع الرخام من مصانع الرخام المحلية، وهو ما أضاف بُعداً جديداً إلى أسلوبها في التعبير الفني.
تستمد حمره إلهامها حالياً من مفهوم الحديقة بشكل أساسي، والتي ترمز إلى البيئة وتُمثل استعارة عن الجنة، ويعكس هذا التطور علاقة أعمق مع محيطها؛ حيث تربط حمره فنها بموضوعات عن الطبيعة والتجربة الإنسانية، وتحتفي أعمالها بجمال وتعقيد العالم الطبيعي، وتدعو المشاهدين إلى التفكير في علاقتهم بالبيئة، والمشاكل البيئية الأوسع التي نواجهها اليوم.
وصف العمل الفني: "دراسات الأشجار" هي عمل فني تركيبي يتكون من منحوتات مطعمة بأحجار، تُصور رسوم نباتية لأنواع مختلفة من الأشجار تشمل أشجار الزيتون، والرمان، والكرز، وغيرها من الأشجار. وقد استمدت الإلهام في هذا العمل الفني من الأشجار الموجودة في باكستان ودولة الإمارات العربية المتحدة، حيث تتجاوز هذه المجموعة من الأشجار الحدود وتربط بين المشاهدين من مختلف أنحاء العالم.
وقد استخدمت الفنانة أسلوبها الفني المتميز، الذي يعتمد على تطعيم الأحجار باللازورد، والذي يُنتج صوراً لأوراق الأشجار التي يبدو أنّ لها ظلالاً. ويركز هذا الأسلوب على التفاعل بين الضوء والظل، إذ ينتج عنه تأثيرات تتأرجح ما بين الواقعية والتجريد. ومن خلال هذا العمل الفني، تسعى حمره عباس إلى إثارة الشعور بالدهشة والتأمل، وتشجيع المشاهدين على التدبر في الدور المحوري للأشجار في المنظومة البيئية العالمية ورمزيتها الثقافية في مختلف المجتمعات. شهدت تقنية ترصيع الأحجار، التي بدأت في إيطاليا، تطوراً كبيراً في جنوب آسيا خلال القرن السابع عشر، ومنذ عودة الفنانة من بوسطن إلى لاهور عام 2015، أعادت تصور هذا الشكل الفني التقليدي في مجال النحت المعاصر. وتركز أعمالها على الأصول الجغرافية لللازورد، ولا سيما من بدخشان في أفغانستان، وتستكشف دور هذه الأحجار شبه الكريمة في تاريخ الفن، وتكشف عن أهميتها الثقافية والفنية التي تتخطى مجرد الجاذبية الجمالية.